فإن لم تكن تراه فإنه يراك !!
ثبت في "صحيح مسلم" أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان؛
فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:
(أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
رواه البخاري
لما أراد أحد الصالحين أن يعلم أولاده كيف يعرفون ربهم من خلال تجاربهم وحياتهم ..
طلب منهم أن يذهب كل واحد منهم ويذبح طيرًا في مكان لا يراه فيه أحد،
ومضى الأبناء ينفذون أمر أبيهم إلا واحدًا رجع إليه ولم يفعل شيئًا عكس جميع إخوته الذين أدوا ما طُلب منهم ،
فسأله لماذا لم تفعل ما أمرتك به؟ فكانت إجابة الولد لأبيه:
"كلما ذهبتُ في مكان وجدته معي"،
فعرف الأب أن ابنه قد استوعب الدرس.. وهذا ما أراده العبد الصالح من قوله لولده:
قُلْ "الله يراني.. الله يسمعني.. الله رقيب علي"،
فشب الابن على مراقبة الله في حركته وسكونه.
إن المراقبة شعور في القلب يظهر أثره في الجوارح من اتقاء لمحارم الله ومراعاة الله في السرائر والخلوات،
وخطرات القلب، ونزوع النفس إلى شهواتها فتردعها تلك المراقبة.
يوسف الصديق- عليه السلام- ضرب المثل الأعلى للشباب في مراقبة الله تعالى؛
إذْ قال لامرأة العزيز بعد أن تهيأت له:
" مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ "
(يوسف: 23)
كلمة خرجت من فم يوسف الصديق وقت أن كانت كل الظروف مهيأة؛
فهو شاب وله شهوة، وامرأة العزيز هي التي تُراوده، والأبواب مغلقة،
وهو عبد ولكنه من عباد الله المخلصين فصرف عنه الله الفحشاء والمنكر
إن ميزان النجاح في السير إلى الله هو الوصول إلى درجة الإحسان الذي ورد في الحديث
"أن تعبد الله كأنك تراه"
وهو الذي يُعرف بمقامي (المشاهدة والمراقبة)، فالمراقبة أن تستشعر أن الله يراك، والإحسان أن تعبد الله كأنه يراك، فبذلك تتحقق المراقبة في الطاعة وعدم المعصية.
إن إيمان العبد بأن الله يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره من أعظم أسباب ترك المعاصي الظاهرة والباطنة؛
وإنما يسرف الإنسان على نفسه بالمعاصي والذنوب إذا غفل عن هذا الأمر ولذلك قال الله تعالى في بيان تهوك أهل النار في الذنوب والمعاصي:
" وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ
وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين "
فمن قام في قلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عنده السر والإعلان،
ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم:
((اتق الله حيثما كنت))
أي في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك،
فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجي العبد في الدنيا والآخرة ،
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
((أسألك خشيتك في الغيب والشهادة))
وكان الإمام أحمد كثيراً ما ينشد قول الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلـوت ولكن قل عي رقيب
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب
مر عمر على راعي غنم فأراد أن يختبره فقال أعطني شاة وقل لصاحبها إن الذئب قد أكلها،
فرد الراعي عليه بأن الله يراه،
فبكى سيدنا عمر من ورع هذا الراعي، وذهب معه إلى سيده واشتراه واعتقه.
أيها الحبيب / الحبيبة في الله :
نحتاج للمراقبة لكي نحرص على عمارة أوقاتنا بما ينفع.
نحتاج للمراقبة عندما يصيبنا الفتور في الدعوة إلى الله وخدمة الدين .
ما أجمل المراقبة قبل القيام بأي عمل , وسؤال النفس هل هو لله أم لغيره ؟
ما أحلى مراقبة الله أثناء العمل وحفظ العمل أن تدخله شوائب الدنيا.
ما أجمل المراقبة عندما تنتهي من العبادة ويرى الله في قلبك الافتقار والانكسار واحتقار النفس
نحتاج إلى نور المراقبة في البيت في إصلاح الأبناء وتربيتهم.
وفي عدم إدخال أجهزة الفساد إلى البيت .
ونحتاج إلى نور المراقبة في حسن الخلق مع الزوجة والعشرة .
وكذلك عند العدل في التعامل بين الزوجات لمن كان عنده زوجة ثانية .
نحتاج للمراقبة في تطهير القلب من محبة غير الله تعالى وعدم التعلق بالصور والعشق للنساء.
وفي تطهير القلب من أمراض الحسد والبغضاء الذي دخل في نفوس بعض الضعفاء.
وفي عمارة القلب بالخشوع والخضوع والإخبات بين يدي الله تعالى.
وفي تصفية القلب من التعلق بالدنيا والجري وراءها , وصرف التعلق إلى الآخرة ومافيها من النعيم.
وعند القيام إلى الصلاة ومجاهدة النفس على حضور القلب وخشوع الروح.
وتلك المرأة تحتاج إلى نور المراقبة في هذه الأحوال :
قبل أن تخرج من البيت هل لبست الحجاب الشرعي ..فالله يراها.
عندما تخرج إلى السوق وترى الرجال ... وتنظر لهم .. هل تذكرت قوله تعالى :
( يعلم خائنة الأعين) ؟
إن المسلم الصادق يشغل نفسه بمراقبة الله ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة ..
حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها عالم بأسرارها رقيب على أعمالها ..
وبهذا تصبح نفسه مستغرقة بملاحظة الله وبجلاله وكماله،
شاعرة بالأنس في ذكره والراحة في طاعته راغبة في جواره ..
ومقبلة عليه ومعرضة عن سواه وهذا هو معنى :
( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
اللهم جملنا بحسن الخلق
ثبت في "صحيح مسلم" أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان؛
فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -:
(أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
رواه البخاري
لما أراد أحد الصالحين أن يعلم أولاده كيف يعرفون ربهم من خلال تجاربهم وحياتهم ..
طلب منهم أن يذهب كل واحد منهم ويذبح طيرًا في مكان لا يراه فيه أحد،
ومضى الأبناء ينفذون أمر أبيهم إلا واحدًا رجع إليه ولم يفعل شيئًا عكس جميع إخوته الذين أدوا ما طُلب منهم ،
فسأله لماذا لم تفعل ما أمرتك به؟ فكانت إجابة الولد لأبيه:
"كلما ذهبتُ في مكان وجدته معي"،
فعرف الأب أن ابنه قد استوعب الدرس.. وهذا ما أراده العبد الصالح من قوله لولده:
قُلْ "الله يراني.. الله يسمعني.. الله رقيب علي"،
فشب الابن على مراقبة الله في حركته وسكونه.
إن المراقبة شعور في القلب يظهر أثره في الجوارح من اتقاء لمحارم الله ومراعاة الله في السرائر والخلوات،
وخطرات القلب، ونزوع النفس إلى شهواتها فتردعها تلك المراقبة.
يوسف الصديق- عليه السلام- ضرب المثل الأعلى للشباب في مراقبة الله تعالى؛
إذْ قال لامرأة العزيز بعد أن تهيأت له:
" مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ "
(يوسف: 23)
كلمة خرجت من فم يوسف الصديق وقت أن كانت كل الظروف مهيأة؛
فهو شاب وله شهوة، وامرأة العزيز هي التي تُراوده، والأبواب مغلقة،
وهو عبد ولكنه من عباد الله المخلصين فصرف عنه الله الفحشاء والمنكر
إن ميزان النجاح في السير إلى الله هو الوصول إلى درجة الإحسان الذي ورد في الحديث
"أن تعبد الله كأنك تراه"
وهو الذي يُعرف بمقامي (المشاهدة والمراقبة)، فالمراقبة أن تستشعر أن الله يراك، والإحسان أن تعبد الله كأنه يراك، فبذلك تتحقق المراقبة في الطاعة وعدم المعصية.
إن إيمان العبد بأن الله يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره من أعظم أسباب ترك المعاصي الظاهرة والباطنة؛
وإنما يسرف الإنسان على نفسه بالمعاصي والذنوب إذا غفل عن هذا الأمر ولذلك قال الله تعالى في بيان تهوك أهل النار في الذنوب والمعاصي:
" وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ
وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين "
فمن قام في قلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عنده السر والإعلان،
ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم:
((اتق الله حيثما كنت))
أي في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك،
فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجي العبد في الدنيا والآخرة ،
ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
((أسألك خشيتك في الغيب والشهادة))
وكان الإمام أحمد كثيراً ما ينشد قول الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلـوت ولكن قل عي رقيب
ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب
مر عمر على راعي غنم فأراد أن يختبره فقال أعطني شاة وقل لصاحبها إن الذئب قد أكلها،
فرد الراعي عليه بأن الله يراه،
فبكى سيدنا عمر من ورع هذا الراعي، وذهب معه إلى سيده واشتراه واعتقه.
أيها الحبيب / الحبيبة في الله :
نحتاج للمراقبة لكي نحرص على عمارة أوقاتنا بما ينفع.
نحتاج للمراقبة عندما يصيبنا الفتور في الدعوة إلى الله وخدمة الدين .
ما أجمل المراقبة قبل القيام بأي عمل , وسؤال النفس هل هو لله أم لغيره ؟
ما أحلى مراقبة الله أثناء العمل وحفظ العمل أن تدخله شوائب الدنيا.
ما أجمل المراقبة عندما تنتهي من العبادة ويرى الله في قلبك الافتقار والانكسار واحتقار النفس
نحتاج إلى نور المراقبة في البيت في إصلاح الأبناء وتربيتهم.
وفي عدم إدخال أجهزة الفساد إلى البيت .
ونحتاج إلى نور المراقبة في حسن الخلق مع الزوجة والعشرة .
وكذلك عند العدل في التعامل بين الزوجات لمن كان عنده زوجة ثانية .
نحتاج للمراقبة في تطهير القلب من محبة غير الله تعالى وعدم التعلق بالصور والعشق للنساء.
وفي تطهير القلب من أمراض الحسد والبغضاء الذي دخل في نفوس بعض الضعفاء.
وفي عمارة القلب بالخشوع والخضوع والإخبات بين يدي الله تعالى.
وفي تصفية القلب من التعلق بالدنيا والجري وراءها , وصرف التعلق إلى الآخرة ومافيها من النعيم.
وعند القيام إلى الصلاة ومجاهدة النفس على حضور القلب وخشوع الروح.
وتلك المرأة تحتاج إلى نور المراقبة في هذه الأحوال :
قبل أن تخرج من البيت هل لبست الحجاب الشرعي ..فالله يراها.
عندما تخرج إلى السوق وترى الرجال ... وتنظر لهم .. هل تذكرت قوله تعالى :
( يعلم خائنة الأعين) ؟
إن المسلم الصادق يشغل نفسه بمراقبة الله ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة ..
حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها عالم بأسرارها رقيب على أعمالها ..
وبهذا تصبح نفسه مستغرقة بملاحظة الله وبجلاله وكماله،
شاعرة بالأنس في ذكره والراحة في طاعته راغبة في جواره ..
ومقبلة عليه ومعرضة عن سواه وهذا هو معنى :
( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
اللهم جملنا بحسن الخلق